تردد ثقيل على ظريف، وأطال ترداده عليه حتى سئم منه ،
فقال له الثقيل :من تراه أشعر الشعراء؟
فأجابه الظريف:هو ابن الوردي الذي يقول :
غب وزر غبا تزد حبا فمن ..اكثر الترداد أضناه الملل
فقال الثقيل :ما اصبت الرأي، فان النجاري أشعر منه بقوله :
اذا حققت من خل ودادا ..فزره ولاتخف منه ملالا
وكن كالشمس تطلع كل يوم ..ولاتك في زيارته هلالا
فأجابه الظريف :ان الحريري أشعر منه بقوله :
ولاتزر من تحب في كل شهر ..غير يوم ولاتزده عليه
وان لم تصدقني فقد وهبتك الدار ومافيها ؛وخرج وهو يقول :
اذا حل الثقيل بأرض قوم ..فما للساكنين سوى الرحيل !
فخجل الثقيل ،وذهب ولم يعد!