السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
v
v
الإنترنت أصبح هو لغة العصر ويتزايد أعداد
المستخدمين لهذه الشبكة كل يوم، وكثيرا ما يسيء البعض استخدام هذه الوسيلة
ويجعلون الإنترنت وسيلة لضياع الوقت ولمجرد التسلية وبخاصة من خلال غرف
الشات والماسينجر فتعالوا سوياً نلقي الضوء على بعض الآداب الشرعية التي
يجب على المسلم أن يتحلى بها عند استخدامه لهذه الوسيلة؟ نسأل الله تعالى
أن يتقبل منا ومنكم وأن ينفع بنا وبكم.
فمما لا شك فيه أن الإنترنت نعمة امتن الله بها علينا وهذه النعمة تستوجب
شكرا، وشكرها أن نحسن استخدامه ونجعله وسيلة يرضى الله بها عنا، وكفر هذه
النعمة يكون بإساءة استخدامه بكافة الصور التي يعرفها من يستخدمون هذه
الوسيلة.
ومن الخدمات التي تتاح عبر شبكة الإنترنت خدمة المحادثة مع الآخرين
"الشات" وكثيرا ما يقع البعض في أخطاء في استخدامه لهذه الوسيلة، والتي من
أخطرها المحادثة بين الجنسين لغير حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا، والتي ينتج
عنها من المخاطر ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك فنؤكد على مراعاة خطورة هذا
الأمر، وأن نغلق أبواب الشر والفتنة، قبل أن يندم المرء ولات حين مندم،
ولنحذر وسوسة الشيطان وكيده ومكره فكثيرا ما يدخل من مداخل في ظاهرها
الخير وفي باطنها الخراب والدمار.
وسوف نلقي الضوء على بعض الأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها عند استخدامنا لهذه الوسيلة.
احترام الحالة التي يكون عليها الطرف الآخر:
فكثيرا ما يكون المرء مشغولا أو قد يكون في محل عمله ومضطر للدخول إلى
النت بحكم عمله وظروفه لا تسمح للتحدث مع الآخرين ومن ثم فيجب أن نحترم
الحالة التي عليها الطرف الآخر (مشغول أو بالخارج) فلا ينبغي التحدث إليه
في مثل هذه الحالة حتى لا نتسبب في عطلة الآخرين أو إحساسهم بالحرج إذا لم
يتمكن من الرد على محدثه، وصدق الله العظيم (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا)،
وإن حدثته فلا تغضب منه إذا لم يرد عليك ولا تلم إلا نفسك لعدم احترامك
أوقات الآخرين.
الاستئذان قبل الدخول في محادثة مع الآخرين:
من الأدب قبل الدخول مع الغير في محادثة استئذانه سواء كان ذلك بإرسال
رسالة عبر بريده الإلكتروني أو عبر الشات تخبره أنك تريد الحديث معه إن
كانت ظروفه تسمح بذلك، ولا تنتظر منه ردا فإن دخل معك في الحديث فخير،
وإلا فلا يكن في صدرك حرج، فقد يكون:
1- مشغولاً بقراءة موضوع معين .
-2 غير موجود على الجهاز لكونه خرج للصلاة أو غير ذلك.
-3 ليس هو الذي على الجهاز وإنما زوجته أو أخته وقد جعل الماسينجر يعمل بشكل تلقائي مع الاتصال بالانترنت .
4 - في غمرة الرد على موضوع فكري أو أدبي مطروح وقد استجمع كامل قواه الفكرية والعقلية.
5 - مستعجلاً ويريد أن يرى رسالةً أو موضوعاً بشكل سريع فلا يمكنه الرد عليك .
المحافظة على أوقات الآخرين، وعدم الحديث دون حاجة أو ضرورة:
علمنا الحق سبحانه وتعالى قوله (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا)، والوقت هو الحياة، وعلى هذا فلا تدخل مع غيرك في محادثة دون سبب،
وإن احتجت إلى الحديث معه فليكن ذلك على قدر الحاجة، ولا داعي للإسراف في
الحديث فكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، والواجبات أكثر من الأوقات، فما
أحوجنا أن نكون حريصين على مراعاة شعور الآخرين وألا نتسبب في ضياع
أوقاتهم، فبعض الناس أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل
من ذلك، والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت هو الحياة، وبدلا من إضاعة
الوقت فيما لا فائدة منه فيمكن الاستفادة بالوقت في أي عمل يعود بالنفع في
الآخرة والأولى .
فإذا دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر، فإذا كان عندك موضوع معين
فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك
أداة لتضييع الوقت .... فهذا لا يليق بالمسلم، ولا أعني أن تكون جميع
المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك
أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت.
مراعاة عدم تغيير الاسم على الماسينجر:
ينبغي مراعاة عدم تغيير الاسم على المسانجر فكثيرا ما نرى البعض كل يوم له
اسم مما يجعل محدثه في حيرة لمعرفته، لأن الإنسان يعرف الشخص من اسمه الذي
يتعامل به وقل أن يحفظ بريده، فلا تجهد الآخرين في معرفتك حتى لا تشتت
الأذهان وتكون سببا في حيرة الآخرين.
عدم التسمية باسم ذكر معين أو آية قرآنية على الماسينجر:
العاطفة الإسلامية تجعل بعض المتحمسين يقعون في خطأ شرعي من حيث لا
يشعرون، فأحيانا تجد من يسمي نفسه على الماسنجر باسم آية قرآنية أو ذكر
معين، وقد يأخذ الحديث مجراه بطريقة لا تليق بالأدب مع الله تعالى ، وفي
هذا الصدد يقول فضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين – أستاذ الحديث وعلومه
بجامعة الأزهر- لا يجوز شرعا أن يسمي المرء اسمه باسم آية قرآنية أو دعاء
أثناء حديثه مع الآخرين عبر الماسنجر لأن فيه نوع امتهان لكلام الله
وذكره، وبخاصة إذا كان من يحمل هذا الاسم تكلم بكلام لا يليق فتكون
النتيجة أن ينسب الكلام إلى الذكر أو إلى كتاب الله وهذا لا يجوز فتظهر
الصورة هكذا: "رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" يقول لك: يا
كذا بما لا يليق، أو العكس فالطرف الآخر يقول لسبحان الله وبحمده سبحان
الله العظيم كذا، وهذا لا يجوز شرعا.
حسن الظن بالآخرين:
يجب علينا أن نحسن الظن بالآخرين وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء
الظن فقال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن
إثم) في بعض المرات يقول لي أحد الاخوة : " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة
ولكنك لم ترد علي " ، أو غير ذلك من التعليقات التي لم تفعلها أنت عامدا
والعجيب أن البعض يجزم بأنك عرفت ماذا يريد وأن كلامه وصلك , وأنك لم
تُرِدْ أن تَرُد عليه ! لماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط
الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من
هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك ما زلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا
أن نحسن الظن بالاخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل :
" هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟
الإضافة:
عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين:
الأمر الأول:
أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا
يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درءا للفتنة التي قد
تحدث بسبب ذلك، فالشيطان يتربص بنا الدوائر، وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه
المحادثة فلتكن على قدر ، الحاجة فقط.
الأمر الثاني :
البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك.
البدء بالسلام قبل الحديث:
ينبغي قبل الدخول في الحديث أن نبدأ بتحية الإسلام وهي السلام عليكم، وإذا
كان صديق لم تره أو لم تحدثه منذ زمن فعليك أن تسأله عن أخباره وتطمئن
عليه، قبل الدخول في موضوع الحديث، مع مراعاة عدم الإطالة في السلام بصورة
تدفع إلى الملل.
الاستئذان وإلقاء السلام قبل إنهاء الحديث:
فينبغي استئذان من تحدثه وإعلامه بإنهاء الحديث معه، وألا نغفل أن ننهي الحديث بالسلام كما بدأنا.
مــ , نــ , قــ , و , ل